قفز دار ديور قفزة تاريخية بتعيين جوناثان أندرسون كمخرج إبداعي ليس فقط للأزياء الرجالية، بل أيضًا لملابس النساء والهوت كوتور. ولأول مرة منذ عهد كريستيان ديور نفسه، تُعهد الرؤية الإبداعية الكاملة للدار إلى مصمم واحد فقط. ليست هذه الخطوة مجرد قرار إداري - بل هي رد استراتيجي على التحديات الملحة لصناعة الأزياء المعاصرة.
لماذا اختارت ديور أندرسون؟
في عصر تنتقل فيه صيحات عروض الأزياء إلى الشوارع الرئيسية خلال أسابيع، تحتاج ديور إلى مصمم قادر على ابتكار قطع لا يمكن تكرارها أو تقليدها. أندرسون هو بالضبط هذا المصمم.
يتميز عمله في لويفي بالأزياء الذهنية - رقصة متقنة بين الفن والحرفة. لا يوجد أي شيء حرفي أو مدفوع بالموضة العارضة في مجموعاته. بدلاً من ذلك، يستلهم من الأرشيفات، والمراجع الثقافية، والتقنيات اليدوية التي ببساطة لا يمكن ترجمتها إلى أزياء سريعة. تسعى ديور لاستعادة هالة الرقي الحقيقي - حيث لا تكون الملابس جميلة فقط، بل تفقد كل معناها خارج سياقها الأصلي.
قوة إبداعية موحدة
تعيين أندرسون هو أيضًا محاولة لصياغة صوت إبداعي موحد ومتناسق للدار. حتى الآن، كانت ديور مقسمة بين عالم ماريا غراتسيا كيوري في أزياء النساء ومجموعات كيم جونز للرجال، وكل منهما لديهم جمالية مميزة. لكن اليوم، تحتاج الدار إلى لغة بصرية موحدة - شيء يتناغم عالميًا ويتحدث بعمق ثقافي.
أندرسون يمتلك قدرة نادرة على دمج الذكوري والأنثوي، المسرحي والقابل للارتداء، الكلاسيكي والمفاهيمي. هذه المرونة قد تسمح لديور بأن تكون رائدة مرة أخرى في صياغة أزياء لا يمكن تشبيهها بأي شيء آخر.
يجب أن يعود الرفاهية لتكون مرغوبة - وليس فقط باهظة الثمن
طموح ديور ليس فقط بيع ملابس غالية. الهدف هو استعادة القيمة العاطفية للفخامة: خلق رغبة في امتلاك شيء لا لأنه رمز للمكانة الاجتماعية، بل لأنه يحمل معنى وتجربة ونية. في عالم مشبع ومكرر بشكل مفرط، ربما يكون هذا أصعب شيء لتحقيقه. وهذا بالضبط هو مجال قوة أندرسون.
18 مجموعة في السنة - أزياء على حافة حدود الإنسان
أندرسون سيكون مسؤولًا الآن عن 18 مجموعة مذهلة في السنة - عبء عمل استثنائي حتى بمعايير الموضة العالية. إنتاجه يغطي ثلاث منصات:
• ديور - 10 مجموعات في السنة
• 4 جاهزة للارتداء للنساء
• 4 جاهزة للارتداء للرجال
• 2 هوت كوتور
• جي دبليو أندرسون - 6 مجموعات في السنة
• أزياء موسمية للرجال والنساء تُعرض في باريس وميلانو
• جي دبليو أندرسون × يونيكلو - مجموعتان في السنة
• تعاون طويل الأمد في السوق الجماهيري أصبح مفضلًا ذا طابع خاص
هذا الرقم - 18 - لا يعكس فقط حجم الإنتاج، بل أيضًا ثقة الصناعة في قيادة أندرسون الإبداعية. هو يُقارن بالفعل بكارل لاغرفيلد، الذي كان يدير في نفس الوقت شانيل، وفندي، وعلامته الخاصة مع لمسة مميزة.
لكن الرهان بالنسبة لأندرسون مختلف: الأمر لا يتعلق فقط بالكمية، بل بابتكار إحساس بعدم الاستبدال في كل مجموعة. وهذا هو بالضبط سبب توظيف ديور له - لجعل الموضة مرغوبة من جديد، عميقة، ولا تُنسخ.
ونحن نؤمن أنه قادر على ذلك.
