في تحول مهم لصناعة الموضة، أعلنت ماريا جراتسيا كيوري رسميًا رحيلها عن دار كريستيان ديور. بعد ما يقارب العقد من الزمن على رأس القيادة، تغادر كيوري خلفها إرثًا عميق التأثير شكل هوية الدار الفرنسية من خلال رؤية نسائية قوية وحوار ثقافي مميز.
صنعت كيوري تاريخًا في عام 2016 عندما تم تعيينها كأول مديرة فنية أنثى لدى ديور. أحدثت مجموعتها الافتتاحية تأثيرًا فوريًا، حيث قدمت التيشيرت الشهير “كلنا يجب أن نكون نسويات” - بيان يعكس التزامها بمزج الموضة بالتعليق الاجتماعي العميق. ومنذ تلك اللحظة، تميزت فترة كيوري في ديور بتفانيها في تمكين المرأة، الشمولية، وتعاونها مع فنانات وحرفيات عالميات.
كان العرض الختامي لها لديور، مجموعة كروز 2026، في مسقط رأسها روما، وكان وداعًا شعريًا. أقيم العرض في فيلا ألباني تورلونيا التاريخية، وكرم سهرة بيضاء فاخرة مستوحاة من ثلاثينيات القرن الماضي استضافتها الأرستقراطية الإيطالية ميمي بيشي-بلونت. تضمنت المجموعة فساتين متدفقة تشبه الإلهة، بدلات تاكسيدو مفصلة بحدة، ولمسات دقيقة تستلهم من مصارعي الغلادياتور الرومانيين - موازنة ببراعة بين أناقة ديور الأسطورية وقوة ورمزيات كيوري المميزة.
خلال فترة عملها في ديور، لم تعيد كيوري صياغة الاتجاه الإبداعي للدار فحسب، بل أشرفت أيضًا على فترة نجاح تجاري مذهل. عندما انضمت، كانت إيرادات ديور السنوية للأزياء الراقية حوالي 2.2 مليار يورو. بحلول عام 2023، ارتفع هذا الرقم إلى 9.5 مليار يورو، مما رسخ مكانة ديور كواحدة من أكثر العلامات الفاخرة مرغوبة في العالم. ومع انخفاض طفيف إلى 8.7 مليار يورو في 2024، يُنسب إلى قيادتها الجمع بين النزاهة الفنية والنتائج التجارية القوية.
طوال مجموعاتها، ظلت كيوري تستوحي من مراجع تاريخية، ونظرية نسوية، وزخارف متعددة الثقافات لتعميق السرد وراء تصميماتها. شعرت كل عروض الأزياء وكأنها حدث ثقافي منسق أكثر منها عرض أزياء تقليدي - غالبًا ما شملت رقصًا، وشعرًا، وأداءً لتعزيز رسالتها عن قوة النساء والتعبير عنهن.
أشادت دلفين أرنو، رئيسة ومديرة تنفيذية لـ كريستيان ديور كوتور، بتأثير كيوري، قائلة إنها أنجزت "عملًا هائلًا برؤية نسوية ملهمة وإبداع استثنائي، جميعها مشبعة بروح السيد ديور." تلك الروح - المتجذرة في الترف، والأناقة، والابتكار - أعادت كيوري إحياؤها بنظرتها الخاصة.
مع تطلع الصناعة للمستقبل، تدور تكهنات بالفعل حول من سيخلفها. تشير بعض المصادر إلى أن ديور قد تروج من داخله أو تقوم بتعيين تاريخي آخر. جوناثان أندرسون، الذي تم تعيينه مؤخرًا لرئيس قسم ديور للرجال، ذُكر في نقاشات داخلية، لكن لم يتم الإعلان رسميًا بعد.
يشكل خروج ماريا جراتسيا كيوري نهاية حقبة قوية في ديور - حقبة أضافت معنى أعمق للممشى، ورفعت نقاش الموضة إلى ما هو أبعد من الجماليات فقط. رحيلها يترك فراغًا إبداعيًا وإرثًا دائمًا، مما يضع معيارًا عاليًا لمن سيخلفها في هذا الدور.
